٠٦‏/٠٨‏/٢٠٠٧

الموت



الموت
المهندس الشاب زميلى فى الشغل معدى على الورشة زى ما بعدى انا كل يوم .بيعدى بين تلك الكيانات العملاقة المتحركة هنا وهناك بنفس الطريقة اللى بعدى بيها انا..لكن المرة دى الاتوبيس اللى راجع لوراء مكنش فيه فرامل .. دهس زميلى الشاب فى الحيطة. مات فى الحال.. انتهت حياته خلاص فى يوم عادى جدا ومن غير مقدمات .

...........................................


قرر العودة الى حياته الاصلية التى يتقنها وتتقنه.. التى يعرفها وتعرفه ..يعرف كل منها كم يتلائم مع الاخر..
قرر ان يذهب الى عمله يوميا وان يعبر ذلك الطريق السريع القاتل بطبعه ..لعل الطريق يقوم بعمله الذى يتقنه كل يوم ويختاره هو.
يعبر الطريق بعد ان فشل الاخير فى القيام بالشئ الوحيد الذى يجيده..
قرر ان يقتل نفسه عملا.. لا راحة ..المزيد والمزيد من العمل ..لن يغادر العمل حتى يدرك انه لو يعد قادر على ان يتحرك من مكانه.
قرر الموت سهرا ونوما وعملا .. عاد اليه وجهه العابس الشاحب المتبلد الخالى من مشاعر فلم تعد خارطة العالم تعنيه.

لم يعد يعرف
مبقاش عارف هو مين بالظبط..طول عمره عارف انه غير صالح للاستخدام الادمى ..لازم يعيش لوحده ..محدش هايستوعبه.. مبقاش عارف هل هو الملاك الرقيق اللى متطلعش منها العيبة ..ولا هو الشيطان الحقير اللى ملعون فى كل كتاب .

سألت نفسى كتير..مارستش يوم على بر
انا اللى فى الخير ولا اللى فى الشر
مليان عيوب ولا..
خالى من الذنوب ولا..
ولا انا جواى ومش دارى الاتنين فى بعض
و 500 حاجة وملهمش دعوة ببعض